طاقية صوفية مزخرفة بزخارف إسلامية كان أبوه قد أحضرها له من رحلة العمرة في العام الفائت..
ابتسم الأب وابتسم الجميع على أثر ابتسامته.. قبّل جبين عمر.. ثم دخل في الصلاة..
- الله أكبر..
كبّر الجميع خلفه.. بدأ في قراءة الفاتحة.. سكت هنيهة.. وبصوت عذب شجي قرأ سورة البروج.. إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ..
فجأة ودون مقدمات.. صوت ارتطام قوي وتكسير بباب الشقة.. اضطرب الجميع.. لم يخرج أحد من الصلاة إلا عمر.. فقد قفز من مكانه على أثر صوت الارتطام.. جرى ناحية الباب وإذا به يصرخ صرخة مدوية..
خرج الجميع من صلاتهم.. تقدمهم الأب بسرعة خاطفة.. سبعة مفتولين يقفون في الصالة الوسطى للشقة.. يكتم أحدهم نَفَس عمر الصغير..
- أنت عمر إذن؟!!
قالها أحدهم وترتسم على وجهه ابتسامة صفراء مقيتة..
انطلق الأب إلى الرجل لينتزع منه ولده الصغير، ولكن أحد المفتولين عالجه بلكمة قوية على وجهه دارت منها رأس الحاج بكر.. وقع على الأرض والدم يسيل من فمه.. يتأوَّه بشدة..
انطلق أربعة منهم إلى الفتاتين وأعينهم تشير إلى قبيح ما يريدون.. وكأنما برز لكل منهم نابان على جانبي فكّيه.. أمسك كل اثنين بإحدى الفتاتين.. قيدوهما كما قَيَّد الأولُ عمرَ الصغير..
انطلق رجلان آخران إلى الأم.. لطمها أحدهما على وجهها لطمة فقدت منها وعيها لبعض الوقت.. ضمّوا كل أفراد الأسرة وقيدوهم جميعًا بحبل واحد..
كمّموا أفواههم ليضمنوا عدم خروج صوت من أحدهم.. رشّوا على وجوههم الماء ليفيقوا.. حاولت الأم الصراخ ولكن هيهات.. فقد كمّموا فمها باحتراف..
- اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد..
هكذا رددوا جميعًا في صوت واحد..
استبشر الحاج بكر عندما سمع اسم النبي محمد ﷺ.. أيقن أن هناك سوء فهم في الأمر.. حاول الكلام.. لم يستطع.. أشار إلى أحدهم يبدو من سمْته أنه كبيرهم..
- سأفكّ كمامتك.. ولكن إذا علا صوتك فسوف تكون نهايتك..
هكذا قال له بصوت خافت وهو ينظر إلى عينيه شزرًا.. أشار إلى أحد رجاله أن يفكّوه..
هزّ الحاج بكر رأسه بالإيجاب وفي عينيه بعض الفرحة.. خلع الرجل الكمامة عن فمه..
- أنا مسلم مثلكم.. لقد صليتم على النبي منذ قليل.. إنه نبي الإسلام ﷺ.. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله..
خرجت هذه الكلمات غير مرتبة ومتسارعة على لسانه وكأنها في سباق.. قالها وهو يلهث.. يتهته من شدة الرهبة والخوف.. في قلبه أمل أن ينتهي هذا الأمر على ذلك.. فهو مجرد سوء فهم..
- نحن نعلم من أنت يا حاج.. (بكر)!! اسمك (بكر)؟!! سمّيت ولدك (عمر)؟!
يسير عدة خطوات باتجاههم.. حتى وقف أمامهم تمامًا..
- هذه عائشة أليس كذلك..
نزع الحجاب عن رأسها بقوة.. ينظر إليها نظرات مسعورة.. يحاول الحاج بكر التحرك دون فائدة.. يداعب الرجل شعرها.. استطاع عمر فكّ وثاقه.. يضرب الرجل بكلتا يديه الصغيرتين.. ضربه بمقدمة حذائه في ساقه.. تأوّه الرجل من ألم الضربة.. صفع الغلام على وجهه فأغمي عليه.. بصق في وجه أحد المفتولين لأنه لم يربطه بعناية.. لم يتفوّه الرجل الآخر بكلمة..
نظر إلى الحاج بكر.. توجّه إليه ببعض السباب والشتائم التي لم يسمع مثلها من قبل.. تمتم ببعض الكلمات الفارسية..
- ألا تعلم أن هذه بلادنا نحن آل علي بن أبي طالب عليه السلام.. أيها الناصبي الوهابي الحقير!!
- نحن مسلمون وأنتم كذلك مسلمون.. فلِمَ هذه العصبية المقززة؟!!
- نحن المسلمون.. أما أنتم فوهابيون أنذال.. هذه المنطقة ستعود فارسية كما بدأت.. سنعيد مجد الفرس وحضارتها من جديد.. سنعيش في ظل دولة فارسية عظمى على الخليج الفارسي بقيادة إمامنا المنتظر..
كانت هذه بمنزلة كلمة السر التي ما أن نطق بها الرجل حتى صرخوا جميعًا: اللهم صلّ عليه وعلى آله.. ثم تحرّكوا.. كلٌ يعرف وجهته.. تحرك أحدهم إلى الرجل، وآخر إلى المرأة، وثالث إلى الطفل، والثلاثة
ابتسم الأب وابتسم الجميع على أثر ابتسامته.. قبّل جبين عمر.. ثم دخل في الصلاة..
- الله أكبر..
كبّر الجميع خلفه.. بدأ في قراءة الفاتحة.. سكت هنيهة.. وبصوت عذب شجي قرأ سورة البروج.. إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ..
فجأة ودون مقدمات.. صوت ارتطام قوي وتكسير بباب الشقة.. اضطرب الجميع.. لم يخرج أحد من الصلاة إلا عمر.. فقد قفز من مكانه على أثر صوت الارتطام.. جرى ناحية الباب وإذا به يصرخ صرخة مدوية..
خرج الجميع من صلاتهم.. تقدمهم الأب بسرعة خاطفة.. سبعة مفتولين يقفون في الصالة الوسطى للشقة.. يكتم أحدهم نَفَس عمر الصغير..
- أنت عمر إذن؟!!
قالها أحدهم وترتسم على وجهه ابتسامة صفراء مقيتة..
انطلق الأب إلى الرجل لينتزع منه ولده الصغير، ولكن أحد المفتولين عالجه بلكمة قوية على وجهه دارت منها رأس الحاج بكر.. وقع على الأرض والدم يسيل من فمه.. يتأوَّه بشدة..
انطلق أربعة منهم إلى الفتاتين وأعينهم تشير إلى قبيح ما يريدون.. وكأنما برز لكل منهم نابان على جانبي فكّيه.. أمسك كل اثنين بإحدى الفتاتين.. قيدوهما كما قَيَّد الأولُ عمرَ الصغير..
انطلق رجلان آخران إلى الأم.. لطمها أحدهما على وجهها لطمة فقدت منها وعيها لبعض الوقت.. ضمّوا كل أفراد الأسرة وقيدوهم جميعًا بحبل واحد..
كمّموا أفواههم ليضمنوا عدم خروج صوت من أحدهم.. رشّوا على وجوههم الماء ليفيقوا.. حاولت الأم الصراخ ولكن هيهات.. فقد كمّموا فمها باحتراف..
- اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد..
هكذا رددوا جميعًا في صوت واحد..
استبشر الحاج بكر عندما سمع اسم النبي محمد ﷺ.. أيقن أن هناك سوء فهم في الأمر.. حاول الكلام.. لم يستطع.. أشار إلى أحدهم يبدو من سمْته أنه كبيرهم..
- سأفكّ كمامتك.. ولكن إذا علا صوتك فسوف تكون نهايتك..
هكذا قال له بصوت خافت وهو ينظر إلى عينيه شزرًا.. أشار إلى أحد رجاله أن يفكّوه..
هزّ الحاج بكر رأسه بالإيجاب وفي عينيه بعض الفرحة.. خلع الرجل الكمامة عن فمه..
- أنا مسلم مثلكم.. لقد صليتم على النبي منذ قليل.. إنه نبي الإسلام ﷺ.. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله..
خرجت هذه الكلمات غير مرتبة ومتسارعة على لسانه وكأنها في سباق.. قالها وهو يلهث.. يتهته من شدة الرهبة والخوف.. في قلبه أمل أن ينتهي هذا الأمر على ذلك.. فهو مجرد سوء فهم..
- نحن نعلم من أنت يا حاج.. (بكر)!! اسمك (بكر)؟!! سمّيت ولدك (عمر)؟!
يسير عدة خطوات باتجاههم.. حتى وقف أمامهم تمامًا..
- هذه عائشة أليس كذلك..
نزع الحجاب عن رأسها بقوة.. ينظر إليها نظرات مسعورة.. يحاول الحاج بكر التحرك دون فائدة.. يداعب الرجل شعرها.. استطاع عمر فكّ وثاقه.. يضرب الرجل بكلتا يديه الصغيرتين.. ضربه بمقدمة حذائه في ساقه.. تأوّه الرجل من ألم الضربة.. صفع الغلام على وجهه فأغمي عليه.. بصق في وجه أحد المفتولين لأنه لم يربطه بعناية.. لم يتفوّه الرجل الآخر بكلمة..
نظر إلى الحاج بكر.. توجّه إليه ببعض السباب والشتائم التي لم يسمع مثلها من قبل.. تمتم ببعض الكلمات الفارسية..
- ألا تعلم أن هذه بلادنا نحن آل علي بن أبي طالب عليه السلام.. أيها الناصبي الوهابي الحقير!!
- نحن مسلمون وأنتم كذلك مسلمون.. فلِمَ هذه العصبية المقززة؟!!
- نحن المسلمون.. أما أنتم فوهابيون أنذال.. هذه المنطقة ستعود فارسية كما بدأت.. سنعيد مجد الفرس وحضارتها من جديد.. سنعيش في ظل دولة فارسية عظمى على الخليج الفارسي بقيادة إمامنا المنتظر..
كانت هذه بمنزلة كلمة السر التي ما أن نطق بها الرجل حتى صرخوا جميعًا: اللهم صلّ عليه وعلى آله.. ثم تحرّكوا.. كلٌ يعرف وجهته.. تحرك أحدهم إلى الرجل، وآخر إلى المرأة، وثالث إلى الطفل، والثلاثة