عملية جراحية لترميم كسور متعددة في محجر عين الطالب الدويكات
سرايا - أجرى الطالب صالح الدويكات عملية جراحية أمس لترميم محجر عينه الذي كان يعاني من "كسور متعددة"، إثر تعرضه الخميس الماضي للضرب على يد معلمه أثناء دخوله إلى غرفة المعلمين لشرب الماء في مدرسة الأمام الشافعي بمنطقة جبل القصور.
وقال استشاري جراحة الوجه والفكين محمود البلبيسي، الذي أجرى العملية الجراحية، للفتى الدويكات إن "العملية التي أجريت كانت لترميم محجر العين من الجهة السفلية والجانبية بسبب وجود كسور متعددة".
وأضاف لـ "الغد" أن "عملية الترميم، التي استغرقت ثلاث ساعات، تمت بواسطة صفائح وشبكات معدنية، فضلا عن إزالة شظية عظمية من داخل العين".
إلى ذلك، أجرى طبيب العيون المشرف على حالة الفتى إبراهيم سعيدات "استكشافا" للوضع الحالي للعين، فضلا عن ترميم وخياطة لمنطقة "الملتحمة".
وظهر خلال العملية، القلق جليا على وجه والد الفتى الدويكات وأقاربه، فيما بقي الفتى في غرفة الإنعاش "متألما" بعد أن استفاق من العملية الجراحية، حسب مشاهدات رصدتها "الغد".
وناشد ذوو الفتى متابعة "علاج ابنهم" وتأهيله خاصة وأنه يحتاج إلى عمليات طويلة الأمد وعناية خاصة، على المدى البعيد.
وقال والده إن "ابني اليوم بات بحاجة لعناية خاصة، من الذي سيتكفل بمصاريف علاجه ومواصلته لدراسته، خاصة وأنه يرفض العودة إلى مدرسته الحالية؟".
ووفق الأطباء المشرفين على حالته، فإن وضعه الصحي "مستقر" حاليا، بيد أنه بحاجة إلى وقت حتى تتضح معالم "إمكانية إجراء عمليات جراحية أخرى"، ليعود له نظره.
وكان سعيدات قال لـ "الغد" إن "الهدف الأساسي تجميع كل أجزاء العين"، معربا عن أمله في أن تعود لتتجانس ويصبح بإمكانها الرؤية مجدداً. لكنه استبعد أن يتم ذلك، من دون إجراء عمليات جراحية أخرى، ربما يكون أحدها عملية "زراعة قرنية"، حسبما أشار.
إلى ذلك، ما يزال الطالب الدويكات يعاني من "هواء على الدماغ"، حسب الاختصاصيين المشرفين على حالته.
ويتلقى الفتى حاليا "مضادات حيوية" منعا لحدوث التهابات في خلايا الدماغ، وفق أطبائه.
كما يعاني الدويكات من انفجار في العين وكسور أدت إلى خروج معظم محتويات العين.
وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال نبيل الشريف أعلن في اتصال هاتفي مع "الغد" مؤخراً أن "الحكومة ستتكفل بتكاليف معالجة الدويكات".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يفقد فيها طفل عينه، بسبب ضربه على يد أحد معلميه، إذ سبق وأن فقد الطفل محمد الهويمل، الذي يقطن منطقة الغور الجنوبي، عينه اليمنى بسبب ضربه بعصا أستاذه العام الماضي.
يومها، وبكل قهر وألم، حسبما وصف والد الهويمل لـ "الغد" صرخ محمد "ما بدي أرجع للمدرسة".
وكحال الهويمل، الذي رفض العودة إلى المدرسة، يرفض صالح كذلك العودة إليها لأنه، حسبما نقل والده عنه، يقول "دخلتها بعينين وخرجت منها بواحدة".
في المقابل، ما يزال أستاذ المدرسة موقوفا على ذمة التحقيق بقرار من المدعي العام، بعد أن سلم نفسه للأجهزة الأمنية يوم الجمعة الماضي، حتى يخرج التقرير الطبي النهائي بشأن الطفل، بعد أن تقدم ذووه بـ "عطوة اعتراف".