الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد: فمن أصول أهل السنةِ الإيمانُ بالشرع والقدر جميعًا، فيؤمنون بأن كل ما يجري في هذا الوجود فبمشيئة الله وقدرته وحكمته، فلا خروج لشيء عن تقديره وتدبيره؛ فإنه خالق كل شيء، وهو على كل شيء قدير. ومن ذلك أفعال العباد: طاعاتهم ومعاصيهم، هي كذلك واقعة بقدرته تعالى ومشيئته، والله تعالى خالق العباد وخالق قدرتهم وأفعالهم. كما يؤمن أهل السنة بأنه تعالى أمر عباده ونهاهم على ألسنة رسله، فما أمر به؛ فهو يحبه ويرضاه، وما نهى عنه؛ فإنه يسخطه ويبغضه، فهو تعالى يحب المتقين والمقسطين والتوابين والمتطهرين، ولا يحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ويرضى عن المؤمنين والشاكرين. وأوجب سبحانه على عباده الأمر بما أمر به ومحبته، والنهي عما نهى عنه وكراهته، وهذا أحد أصول الدين : (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). والمعروف: كل ما أمر الله به ورسوله، والمنكر: كل ما نهى الله عنه ورسوله، وعلى هذا الأصلِ قيامُ الدين وظهوره. وأكمل الأمم قياما بهذا الواجب هذه الأمة ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم، كما وصِف بذلك في الكتب السابقة، قال تعالى: {يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ}[الأعراف: 157]، وقال تعالى في أمته صلى الله عليه وسلم: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ}[آل عمران:110]. وأولى الناس قياما بهذا الواجب هم العلماء بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق، فهم العالمون بما أمر الله به ورسوله، وما نهى الله عنه ورسوله، ولذلك كانوا أقدر الأمة على بيان الحق للناس علمًا وعملاً مما تضمنه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. والقيام بذلك فرض عليهم؛ لأن به تبليغ العلم، وإظهار الدين، وإقامة الحجة على المخالفين؛ لذلك كان من أنواع الجهاد كما قال صلى الله عليه وسلم في الخالفين المخالفين: « فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ». رواه مسلم. وعلماء الشريعة هم الحماة لميراث محمد صلى الله عليه وسلم، كما روي في الحديث : « يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين ». وقال الإمام أحمد في أول كتابه «الرد على الجهمية والزنادقة» : «الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى؛ فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم». وكلما غلب الجهل بدين الله، وظهرت البدع والمنكرات = كان القيام بواجب البيان والأمر والنهي على العلماء أعظم، لشدة الضرورة إلى ذلك. وفي عصرنا هذا قد أعرض كثير من المسلمين عن دينهم: عن تعلمه والعمل به، وأقبلوا على علوم الدنيا، وأعظم أسباب ذلك: الإعجاب بحضارة الكفار، وتلقي ما تقذف به وسائل الإعلام المختلفة من الشبهات والشهوات، والدعوات إلى أنواع من البدع والمنكرات؛ بل إلى الكفر والإلحاد، فاشتدت الضرورة إلى الجهاد بالكلمة، إعذارًا وإنذارًا، ونصحًا لعباد الله، وأداءً لما فرض الله من الدعوة والبيان، وإظهارًا لدين الله، وإقامةً للحجة على المعاندين. |
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
عاشقة الفرح والتفاؤل - 842 | ||||
أبو بكر - 830 | ||||
حاملة المسك - 439 | ||||
عاشقة حماس والقسام - 388 | ||||
عاشقة الصبا - 327 | ||||
رفيقة الغروب - 226 | ||||
المحترف - 216 | ||||
الوردة - 208 | ||||
الخنساء - 194 | ||||
ابو اوس - 187 |
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 42 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 42 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث
لا أحد
أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 149 بتاريخ الخميس ديسمبر 24, 2020 5:30 am
احصائيات
أعضاؤنا قدموا 5017 مساهمة في هذا المنتدى في 849 موضوع
هذا المنتدى يتوفر على 174 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو عمر شاهين فمرحباً به.
2 مشترك
هبوا يا أهل العلم فالأمر جد
ابو وسام- مشرف المنتدى العام
- عدد المساهمات : 131
نقاط : 259
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
- مساهمة رقم 1
هبوا يا أهل العلم فالأمر جد
أبو بكر- المدير التنفيذي
- عدد المساهمات : 830
نقاط : 1002021
تاريخ التسجيل : 05/02/2010
العمر : 35
الموقع : في قلوب المحبين
- مساهمة رقم 2
رد: هبوا يا أهل العلم فالأمر جد
عن الامام أحمد في مسنده وابو داود في سننه وابو نعيم في حليته من حديث ثوبان (رضي الله عنه) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يوشك ان تتداعى عليكم الامم كما تتداعى الاكلة على قصعتها، قالوا: اومن قلة يارسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم): بل انتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله المهابة من قلوب اعدائكم منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وسلم) : حب الدنيا وكراهية الموت).
ابو وسام- مشرف المنتدى العام
- عدد المساهمات : 131
نقاط : 259
تاريخ التسجيل : 10/02/2010
- مساهمة رقم 3
رد: هبوا يا أهل العلم فالأمر جد
تكالبت علين الامم
والاسلام هو الحل
والاسلام هو الحل