الطنطاوي
الأزهر الشريف ذو الألف عام مؤسسة علمية وتعليمية ودينية عريقة في العالم الإسلامي، لعبت أدوارا متعددة في تاريخ مصر السياسي والثقافي والديني والاجتماعي، وشهدت فترات صعود وأخرى انتابها فيها الجمود، لكن الدور ظل موجودا.
ومدارك تقدم هذا الملف الذي يتناول الأزهر مؤسسة وشيوخا وأحداثا وقضايا؛ لتكشف عن أن تلك المؤسسة العريقة تعلو هامات الرجال؛ لأن وجودها واستمرارها يرتبط بحاجات وأدوار يجب أن تلعبها، وأن تراجع الدور لا يعني الخروج من التاريخ، ولكنه يستوجب ضرورة المراجعة حتى تلعب المؤسسة دورها بفعالية.
وتشدد بعض القراءات على أن تراجع دور الأزهر وعلمائه عن صدارة المشهد الديني والدعوي والتوجيهي خلق مساحة فارغة جذبت أصواتا لتتحدث عن الإسلام وتصبغه ببعض من أزماتها واحتقاناتها؛ ومن ثم فعودة المؤسسة الأزهرية للحضور في المشهد الديني والدعوي بقوة وفاعلية هي مصلحة دينية ومصلحة وطنية، وتفريغ الأزهر من دوره يعد -بلا شك- جريمة وطنية تستدعي المساءلة.